من الواضح أنه يصعب على الأطفال المحررين من الأسر العودة إلى مدارسهم لمواصلة تعليمهم ويرجع ذلك لعدة أسباب ، من ضمنها: التجارب الصادمة التي اختبروها خلال فترة الاعتقال والتي بدورها تؤثر على الأهداف الحياتية للأطفال، واختلاف العمر بين الأطفال المحررين من الأسر وزملائهم الآخرين في الصف، وعدم كفاية أو عدم وجود خدمات تعليمية مقدمة من قبل إدارة السجن للأطفال الأسرى .
وهكذا فإن الطفل الأسير محروم من طفولته بسبب ظروف الحياة القاسية في الأسر، ومحروم أيضاً من فرصته في مستقبل مشرق بسبب الصعوبات التي يواجهها في استكمال تعليمه بعد الخروج من الأسر .
سجن تلموند
معظم الأحداث في سجن تلموند هم في الصفوف الإعدادية (السابع، الثامن، التاسع).و قبل عام 1997 تجاهلت إدارة السجن حق الأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجن تلموند من استكمال تعليمهم، في الوقت الذي كانت تسمح للجانحين الأحداث من "الإسرائيليين" بهذا الحق. في تشرين ثاني وكنتيجة للضغوط من الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فلسطين والمحامية تمار بيلغ أقرت المحكمة المركزية في "تل أبيب" بحق الأطفال الفلسطينيين الأسرى بالتعليم وفقاً للمنهاج الفلسطيني. ولكن بالرغم من ذلك لم يكن لهذا القرار ترجمة فعلية في ممارسات إدارة سجن تلموند.
تصنيفات الأطفال المعتقلين
يصنف الأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجن تلموند إلى ثلاث فئات كالتالي:
الأطفال الفلسطينيين الأسرى المسجونين بشكل مخالف للقانون مع الجانحين الأحداث "الإسرائيليين" ، ويتم التعامل مع هذه الفئة بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع الجانحين الأحداث من "الإسرائيليين" ، بحيث يتم تعليمهم وفقا للمنهاج "الإسرائيلي" باللغة العبرية التي يجهلها الأسرى الفلسطينيين الأطفال.
الأطفال الفلسطينيين الأسرى المعتقلين في قسم 7 في سجن تلموند وعددهم حوالي 20 ، يتم تعليمها ثلاثة مواضيع من أصل ثمانية مواضيع كمتطلبات من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ويقوم مدرس واحد بتدريس هذه المواضيع الثلاثة.
الأطفال الفلسطينيين الأسرى الذين تم وضعهم في سجن تلموند في قسم 8 وعددهم حوالي 45 وهم محرومين كلياً من حقهم بالتعليم. من خلال ذلك يتضح أن قرار المحكمة المركزية في 1997 الذي يضمن حق الأطفال الفلسطينيين الأسرى بالتعليم قد تم تجاهله بالكامل من قبل إدارة سجن تلموند.
سجن مجدو
الأطفال الفلسطينيين الذين تتجاوز أعمارهم السادسة عشر فما فوق وقت صدور الحكم يتم سجنهم في سجن مجدو بسبب الأمر العسكري رقم 132 الذي يحدد أن أي شخص فلسطيني يتجاوز 16 عاماً يعتبر ناضجا. والسلطة العسكرية التي تدير سجن مجدو ترفض الاعتراف بالحاجات التعليمية للأطفال المحتجزين هناك، وبالرغم من عدم وجود تعليم نظامي للأطفال الأسرى في سجن مجدو إلا أنه يسمح لهم بتقديم امتحان التوجيهية العامة، والتعليم المسموح به للأطفال هو المجموعات الدراسية، حيث يقوم السجناء الكبار بتعليم الأطفال . وقد أشار محامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فلسطين أن إدارة السجن تفرض قيودا على دخول الكتب التعليمية إلى السجن.
سجن الرملة:
في شهر حزيران سنة 2001 كان هنالك 3 أطفال فلسطينيين معتقلين في سجن الرملة، حيث لم يكن هناك أي تعليم رسمي للأطفال الفلسطينيين في هذا السجن، ويشكل ذلك خرقا لقرار المحكمة المركزية في 1997 الذي كفل حق الأطفال الفلسطينيين الأسرى بالتعليم ، في الوقت الذي تسمح به إدارة السجن للجانحين الأحداث من "الإسرائيليين" باستكمال تعليمهم في السجن. وفي الفترة الأخيرة سمحت إدارة السجن بإيصال الكتب إلى الأطفال من خلال زيارة الأهالي، و لكن في غضون العشرة أشهر الماضية لم يسمح بزيارة الأهالي و بالتالي لم يسمح بإيصال الكتب. علاوة على ذلك تقوم إدارة السجن بمصادرة الكتب والمواد التعليمية كإجراء عقابي ضد الأسرى الفلسطينيين الأطفال .
المراكز الاعتقالية في الضفة الغربية:
الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في مراكز التحقيق في الضفة الغربية لا يوجد لهم أية فرصة لاستكمال تعليمهم . علاوة على ذلك فهم محرومون من زيارة المحامي ومن زيارة الأهالي ، ومن المواد الضرورية اللازمة لهم التي يزودها الأهل لهم مثل الملابس والصابون ومعجون الأسنان .