أبو أنس أبـو أنـس العسقلاني
الجنس :
عدد المساهمات : 435 نقاط : 1348 تاريخ الميلاد : 09/02/1993 تاريخ التسجيل : 31/07/2009 العمر : 31 مكان السكن : غزة - فلسطين العمل/الترفيه : طالب جامعي المزاج : رايق
| موضوع: أخوة مثالية السبت أغسطس 01, 2009 12:20 am | |
| أخوة مثالية!
هو موقف قرآني أخوي كلما قرأته استشعرت عظمة خلق الأنبياء عليهم السلام
و ما حباهم الله من طيبة و أدب و حسن منطق
و صفاء في السلوك و المعاملات.. بطلا ذاك الموقف هما :
موسى و هارون
-عليهما السلام-
رمزا الأخوة المثالية بحق..!
يقول الله مخبرا عن موسى ، عليه السلام ، حين رجع إلى قومه ، فرأى ما قد حدث فيهم من الأمر العظيم حيث اتخذوا العجل الذي صنعوه بأيديهم إلها من دون الله تعالى يعبدونه، فامتلأ موسى عليه السلام عند ذلك غيظا ، وألقى ما كان في يده من الألواح الإلهية ، وأخذ برأس أخيه هارون عليه السلام الذي استخلفه فيهم يجره إليه و معاتبا له بشدة:
{ قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( 92 ) ألا تتبعن أفعصيت أمري (93) }–طه-
فبماذا أجاب هذا الأخ المثالي أخاه مع أن الموقف جدا محرج ؟
هل زجره ؟ هل نهره؟ هل خاصمه؟ هل قاتله ؟هل قال تأدب مع أخيك الأكبر؟ هل..و هل..؟
كلا كلا !
و إنما قال كلماته العجيبة الراقية المكسوة لطفا و رقة التي استحقت أن يخلد ذكرها في كتاب ربنا,و التي تستحق –بدون مبالغة -أن تكتب بماء الذهب:
{قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي }(94)
ثم ذكر عذره:
{ إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي (95) } .
قال بن كثير رحمة الله في تفسيره :
((قال : ( يا ابن أم ) ترفق له بذكر الأم مع أنه شقيقه لأبويه; لأن ذكر الأم هاهنا أرق وأبلغ ، أي : في الحنو والعطف))
وقال السعدي رحمه الله:
((فأخذ موسى برأس هارون ولحيته، يجره من الغضب والعتب عليه، فقال هارون: {يَا ابْنَ أُمَّ} ترقيق له، وإلا فهو شقيقه {لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} فإنك أمرتني أن أخلفك فيهم، فلو تبعتك، لتركت ما أمرتني بلزومه وخشيت لأئمتك، و {أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} حيث تركتهم، وليس عندهم راع ولا خليفة، فإن هذا يفرقهم ويشتت شملهم، فلا تجعلني مع القوم الظالمين، ولا تشمت فينا الأعداء،.. ))
فما كان من موسى عليه السلام إلا أن ندم على ما صنع بأخيه، وهو غير مستحق لذلك فـدعا بدعاءه اللطيف الذي ينبئ عن محبة متبادلة و صفاء سريرة يكنها لأخيه :
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (151) –الأعراف-
فيا الله
على هذه الأخلاق الرفيعة النبوية الأخوية !
الله على هؤلاء الفضلاء!
الله على هذا الصفاء الذي يزيد علاقة الأخوة بريقا و رونقا!
فلا نعجب بعد ذلك إن قال الله تعالى في شأنهما :
{سلام على موسى وهارون ( 120 ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( 121 ) إنهما من عبادنا المؤمنين ( 122 ) } (الصافات-
فأين نحن منهم و من سمو أخلاقهم يا ترى؟
و الله قد قال فيهم : {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }
اللهم اجعلني ومجد الامة وام عبيده في ركبهم اخوة على سرر متقابلين
| |
|